مقالة صالح عبدالعزيز الكريّم -27 سبتمبر 2021

مما كُتب عن الدكتور

مقالة صالح عبدالعزيز الكريّم -27 سبتمبر 2021

2021-09-29    595

جاءني اتصال من الزميل معالي الدكتور بكري عساس مدير جامعة أم القرى الأسبق، ليطل عليّ بسلام كله محبة وأشواق لأيام قضيناها في كلية العلوم بجامعة الملك عبدالعزيز، حيث كان هو في قسم الإحصاء ومكتبه بجوار مكتبي عندما كنت وكيلا لكلية العلوم للدراسات العليا والبحث العلمي، وكان يصبحني كل يوم بتحية وسلام و»هرجة مكاوية» ترد الروح وذلك قبل ذهابه الى محاضراته الذي كان يحضر من مكة المكرمة لادائها ثم يعود بعد ذلك في نفس اليوم الى مكة، وكنت في تلك الفترة أكتب في صحيفة عكاظ وكان هو متابعًا جيدًا وقارئًا متميزًا للصحف ولما يكتبه الكُتّاب من مقالات، ومن الكُتّاب الذين كان يعشق كتابتهم الأستاذ محمد الحساني والمعروف حينها بالنشاط الكتابي وكان دائمًا يحدثني عن لقاءاته معه في مكة المكرمة وانه من أصدقائه المقربين الى قلبه ولم يكن بعد معاليه تظهر عليه أي ملامح لموهبة الكتابة بل كان مركزًا على التدريس والمحاضرات وساعاته المكتبية كما انه لم تكن لديه أي رغبة للمشاركة في أي عمل اداري في الجامعة وعازفًا عن ذلك تمامًا ثم قادته بعد ذلك المسؤولية أن يكون وجهًا لوجه معها حيث تم اختياره مديرًا لجامعة أم القرى، ومنذ توليه منصب ادارة الجامعة هناك الى يوم اتصاله كنت أسمع عن حيويته ونشاطه وحسن ادارته للجامعة، وبعد أن ترك الجامعة أصبح من كُتّاب الرأي وله قلم يصول ويجول وبشكل واضح في الموضوعات التعليمية، وظهرت موهبته في الكتابة الصحفية وأهداني كتابه الموسوم بعنوان «جامعة أم القرى مواقف وذكريات» ومن المواقف التي ذكرها في الكتاب وفي حياته لها علاقة بالصحافة انه أرسل الى إحدى الصحف لنشر مقال له فاعتذرت الصحيفة له لازدحام صفحات الرأي والكُتّاب فلما أصبح مديرًا للجامعة اتصلت به الصحيفة تدعوه للكتابة، وهو عندما ذكر هذا الموقف في كتابه أعتبره أحد المواقف السلبية من الصحيفة وعبر عن ذلك بقوله هي «الدنيا كدا».

كما ذكر في بداية الكتاب شيئًا من الذكريات عن جامعة الملك عبدالعزيز وبعض المواقف التي مرت به خاصة ما كان منها مع صديقه وصديقي الأستاذ الدكتور محمد صالح توفيق عميد كلية العلوم انذاك -رحمه الله تعالى-، ثم يسرد بعد ذلك في الكتاب ذكريات بداية اختياره للعمل في جامعة أم القرى بترشيح من معالي مدير الجامعة وقتها معالي الأستاذ الدكتور وليد أبو الفرج الذي عينه مستشارًا في البداية ثم وكيلا للجامعة للأعمال والابداع المعرفي مما أكسبه خبرة وأهله لأن يرشح مديرًا مكلفًا لادارة الجامعة خلفًا له إلى أن صدر قراره مديرًا للجامعة وعمل فيها فترتين حوالى ثماني سنوات، فكانت له مواقف وذكريات مع الأقسام والكليات والعمادات وفي داخل الجامعة وخارجها ومع أصدقائه القدامى ومع مسؤولي الجامعة وطلابها وطالباتها وهي متعددة وكثيرة لا يستطيع أن يحويها مقالاً واحدًا ولا أود في نفس الوقت أن أحرق ما جاء في الكتاب من مواقف وذكريات لكن الهدف فقط ايضاح جهده المبارك في أداء مهمة عمله وجهده في تدوين تجربته ليستفيد منها الآخرون راجيًا له التوفيق والنجاح ومزيدًا من العطاء والمواقف والذكريات الجميلة.


مشاركة :